نظمت مساء الخميس وزارة الثقافة والرياضة والشباب متمثلة في المديرية العامة للشباب ندوة بعنوان قراءة في كتاب ( عمان الثقافة والدبلوماسية) وذلك مشاركة مترجم الكتاب ايمن العويسي ويعقوب المفرجي والباحثة الدكتورة احلام الجهورية وادر الندوة مالك الغافري
في البداية تحدث ايمن العويسي مترجم الكتاب وقال أن هذا الكتاب اعده منتج ثقافي وتعد احد المبادرات من قبل المديرية العامة للشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب وعند قراءتي لكتاب تاريخ عُمان للمؤلفان البريطانيان جيرمي جونز ونيكولاس ريداوت اللذان لهماصلة بعمان من خلال عملهما في السلطنة رأيت فيه إشارات كثيرة لكتابهما “عُمان الثقافة والدبلوماسية” وقررت قراءته لأرى إمكانية تبنية ليكون مشروعي للترجمة لما يحتويه من مواضيع مهمة تتصل بالثقافة العُمانية ومساهمتها في صياغة الدبلوماسية العُمانية بشكلها الحديث.
وقال هناك تحديات كثيرة عند ترجمة هذا الكتاب منها نقل الكلمات والجمل حيث أني انقل ثقافة وتاريخ، وعند ترجمتي لهذا الكتاب استعنت بسياسيين فالكتاب يتحدث عن ثقافة عربية وتاريخية لعُمان واقتباسات لجلالة السلطان الراحل طيب الله ثراه وغيرها من الاقتباسات فلا بد من البحث والرجوع لأصلها وكان هذا يحتاج جهد مني. ويرى العويسي أن المترجم العماني يحتاج لدعم حيث نرى في المترجمين مستقبل مشرق..فالترجمة تعد مشروع كبقية المشاريع الاستثمارية وهناك شباب مترجمين ينافسون المترجمين الوافدين ومنتجين.
يعقوب المفرجي تحدث عن شهادة الترجمة في هذا الكتاب المترجم من حيث جودة الترجمة وشخصية المترجم ومنهج الترجمة ولغة الكتاب المترجم. فتحدث عن جودة ترجمة الكتاب من حيث فصاحة المعنى وسلامة المبنى، فلغة الكتاب سلسلة وعباراته رشيقة وسائغة للسان العربي ينم عن جدارة المترجم وجودة الترجمة من حيث رسالة الكتاب الرئيسية تتلخص في سمة التسامح واشتهار عمان بوجود مراكز حضارية ونظام الأفلاج وتبني عمان أسس تقليدية للصلح السياسي ورأب الصدع الاجتماعي. واستطاع المترجم ان يحافظ على روح النص وكان المترجم امينا في نقل المعنى المنقول.
أما منهج الترجمة فالمترجم حرص على الرجوع إلى المصادر الاصلية والمعلومات التاريخية الصحيحة وخطابات السلطان الراحل، واستخدم تغريب الترجمة والاستعارة وتوطين الترجمة اي جعلها مفهومة لبعض المصطلحات واستخدم الإضافة والحذف وهي تقنية في نص الترجمة تستخدم لوضوح الجملة وغيرها من الاساليب.
أما حضور المترجم ( ظهور شخصية المترجم) حيث استخدم المترجم ايمن العويسي الهوامش وهو عنصر قوة المترجم.. ووضع مقدمة للكتاب وكان حيادي بالتزامه مع نصوص مؤلفا الكتاب وحافظ على حالة توهج في الكتاب واستطاع المترجم ايمن العويسي ان يحافظ على هذا التوهح.
الدكتورة احلام الجهورية قدمت ورقة تحليلية عن الكتاب قالت تضمن الكتاب ١٣ فصلاً موزعة على ٣ أجزاء وتضمن على مقدمة مهمة للمترجم أيمن العويسي أوضح فيها السبب المباشر الذي دفعه إلى ترجمة كتاب: (عُمان الثقافة والدبلوماسية) وكان السبب والدافع هو كتاب: (تاريخ عُمان الحديث والمعاصر) الذي ترجمه العويسي لنفس المؤلفين، حيث وجد إشارات كثيرة ذكرها المؤلفان عن كتاب عُمان الثقافة والدبلوماسية وبعد إطلاع العويسي على الكتاب وجد فيه “مواضيع مهمة تتصل بالثقافة العُمانية ومساهمتها في صياغة الدبلوماسية العُمانية بشكلها الحديث. من وجهة نظري أرى بأن هذا الكتاب من الكتب المهمة جداً فالمحتوى الذي تضمنه الكتاب يشكل جسراً لفهم الحاضر في ضوء أحداث الماضي، فالمؤلفان قدما تحليلاً تاريخياً عميقاً من خلال الأفكار والمواضيع التي تم مناقشتها في فصول الكتاب الثلاثة، وندرج أهم الأفكار التي طرحها الكاتبان: مناقشة أهمية الموقع الجغرافي لعُمان وانفتاحه على المحيط الهندي ودور هذا الانفتاح في تشكيل ثقافة الدبلوماسية العُمانية. تحليل علاقات عُمان بمحيطها الخارجي (المحيط الهندي والخليج العربي) خلال فترة الدولة البوسعيدية وعلى مستوى علاقاتها مع القوى العالمية (بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية). مناقشة توازن العلاقات بين عُمان وإيران من جهة وبين عُمان والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى ودور عُمان عموماً في عملية السلام في الشرق الأوسط. مع الإشارة إلى مبادرات عُمان التي أسهمت في تعزيز دبلوماسيتها الخارجية كالكراسي العلمية والرحلات البحرية التي أحيت أمجاد العُمانيين. طرح المؤلفان بعض المصطلحات المهمة والتي تتضمن قراءة مختلفة تستحق التوقف عندها، مثل: الدبلوماسية الاقتصادية، القرصنة، الرق، السيطرة عبر البحار، وغيرها.