إيماناً بالارتباط الوثيق بين سواعد الشباب واقتصاد الوطن وأهمية إشراكهم في البرامج والمبادرات في مختلف القطاعات، تنظم وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالشراكة مع فريق صباحات إبداعية التطوعي خلال الأيام القادمة حملة إعلامية بعنوان الصناعات الإبداعية في سلطنة عُمان.
وتأتي هذه الحملة انطلاقاً من الاستراتيجية الثقافية التي جاءت داعمة وموجهة للقطاع الثقافي بشكل عام وقطاع الصناعات الإبداعية الثقافية بشكل خاص، وحيث إن الاستراتيجية الثقافية حددت مجالاتها لتشمل مجالات الصناعات الإبداعية كالفنون البصرية والفنون الأدائية والأدب والترجمة والنشر والمخطوطات ومفردات الهوية والتراث الثقافي غير المادي التي تعتبر ركيزة مهمة يقوم عليها الاقتصاد الإبداعي والمنتجات الإبداعية الثقافية، كما خصصت الاستراتيجية الثقافية محورًا للصناعات الإبداعية الثقافية يتضمن الأهداف الإستراتيجية المتعلقة بتعزيز الوعي بأهمية الاستثمار في المجال الثقافي، ودعم وتشجيع الاستثمار في مشاريع ثقافية إبداعية مستدامة، وتقديم التسهيلات للمشاريع في مجال الصناعات الإبداعية الثقافية، وتعزيز المساهمة الاقتصادية للقطاع الثقافي.
وتهدف هذه الحملة إلى التعريف بالصناعات الإبداعية وأهم تطبيقاتها وعائداتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على المجتمع، وإلى تمكين الشباب ورواد الأعمال من مشاركة سلعهم محلياً واقليمياً، وربط هذه الصناعات بالاقتصاد الوطني للنمو الإنتاجي. وسيتم استعراض بعض من التجارب الإقليمية الفاعلة، وتنفيذ عدد من المبادرات المتعلقة بمجالات الصناعات الثقافية، خاصة التدوين الرقمي الثقافي.
وفيما يتعلق بهذه الحملة؛ أوضحت الفاضلة مريم الخربوشية المشرفة على هذه الحملة من وزارة الثقافة والرياضة والشباب أن الحملة تأتي لتحقيق الهدف الاستراتيجي للوزارة في تعزيز الوعي بأهمية مجال الصناعات الإبداعية والاستثمار الثقافي في مشاريع مستدامة ذات مردود اقتصادي، وتوضيح المفاهيم المتعلقة بهذا المجال كالاقتصاد الإبداعي (البرتقالي) والاقتصاد البنفسجي والصناعات الثقافية وتسليط الضوء على الفرص التي تتمتع بها السلطنة في هذا المجال، وتعزيزاً لحضور السلطنة على المستوى الإقليمي والعالمي، حيث يحظى هذا القطاع باهتمام عالمي، إذ أعلنت الأمم المتحدة في الدورة 74 للجمعية العامة عام 2021 “السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة”.
وفيما يتعلق بالبرامج المصاحبة لهذه الحملة، فقد أوضحت سمية الوهيبية – رئيسة مبادرة “صباحات إبداعيّة”- أن الحملة تتضمن برامج مصاحبة عدّة أهمها “جلسات الصناعات الإبداعية” عبر البث المباشر في إنستغرام، التي ستنطلق من السبت القادم وستستمر أسبوعيًا حتى نهاية السنة الجارية. وستغطي الجلسات موضوعات عدة متعلقة بالصناعات الإبداعية وأهمية الاقتصاد الإبداعي، والاقتصاد البنفسجي، كذلك سيتم استضافة مختلف المختصين والمهتمين في مجالات الصناعات الإبداعية الثقافية في السلطنة وبعض دول الخليج، وسيتم تسليط الضوء على تجارب دولية ناجحة.
وذكرت رئيسة المبادرة بعضًا من المواضيع التي سيتم مناقشتها في الجلسات مثل تطوير مفهوم الصناعات الإبداعية في التنمية الاقتصادية، والفنان العُماني في الصناعة الإبداعية العُمانية، وصناعة الحكاية التراثية الثقافية العُمانية (كيف تصبح حكواتيًا عمانيًا)، وواقع الصناعة الإبداعية في عُمان وإثرائها للمشهد الثقافي العالمي والإقليمي.
وأضافت الوهيبية: “من ضمن البرامج المصاحبة مبادرة ويكي نساء عُمانيات الذي يأتي بالشراكة بين فريق صباحات إبداعية ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة التنمية الإجتماعية، و مؤسسة ويكيميديا، حيث وضعنا في الاعتبار أن النساء اليوم لم يتم تمثيلهن بشكل صحيح في المجال الرقمي، وأفضل مثال ملموس هو ويكيبيديا- أكبر موسوعة في العالم- حيث 17٪ فقط من المقالات الشخصية هي للنساء. ولذلك فإن رغبة منا في المساعدة في سد هذه الفجوة بين الجنسين وإعطاء دفعة عالمية لفكرة أثارها بالفعل مجتمع ويكيميديا، من خلال المساهمة في حركة عالمية تدعو الناس في جميع أنحاء العالم لكتابة أو تحرير أو ترجمة ملفات ويكيبيديا الخاصة بالنساء اللواتي قمن بدورٍ مهمٍ في المجالات المتعلقة بالتعليم والسياسة والفن والأدب ومختلف المجالات الأخرى.
وعليه وعن طريق هذه المبادرة ستقوم المبادرة بصياغة أو إثراء أو ترجمة السير الذاتية باللغتين العربية والإنجليزية، الشخصيات العمانية النسائية في مجالات التربية والعلم والثقافة، والعلوم الاجتماعية والإنسانية ومجال الاتصالات والمعلومات”.
وحول ورشة ويكي نساء، تقول سمية الوهيبيّة: “ستتضمن هذه المبادرة برنامجًا تدريبيًا، حيث سيقوم مجموعة من المتطوعين بتعلم كيفية تحرير وتحسين مقال معين من خلال حصولهم على التدريب الأساسي من قبل مدربين ويكيبيديا. خلال هذه الورشة التدريبية سيتعلم المشاركون بشكل مبسط طريقة إنشاء حساب على موقع ويكيبيديا، وأساسيات التحرير باللغة العربية، وكيفية إنشاء مقالات وصفحات في موقع ويكيبيديا. علماً أن عملية إدخال مقالات النساء العمانيات ستتزامن مع احتفاء السلطنة بيوم المرأة العمانية، حيث ستقام جلسة ويكي نساء عُمانيات حضوريا في يوم 18 من أكتوبر بالشراكة مع مؤسسة ويكيميديا، ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الثقافة والرياضة والشباب”.
وأخيرا تحدثت رئيسة المبادرة عن رحلات فكر بنفسجي الميدانية والتي ستكون ضمن البرامج المصاحبة لهذه الحملة، حيث قالت: “إيمانًا منا بالدور الجوهري للثقافة لفتح آفاق الانفتاح على الآخر والتعددية، والانتماء، جاءت فكرة البرنامج التدريبي الشبابي لربط التراث الثقافي بالصناعة الإبداعية مكملةً لنهج الإستراتيجية الثقافية (٢٠٢١- ٢٠٤٠) للمساهمة في إعداد كوادر ذات وعيٍ كافٍ بالهوية الثقافية العُمانية ومكانتها في العصر الحديث”.
وأضافت: “وضعنا برنامجًا تدريبيًا شبابيًا يخوض مشتركوه سلسلةً من الورش العملية والتثقيفية التي توسع مداركهم في مجالي الصناعة الإبداعية والتراث الثقافي بإشراف مجموعة من ذوي الخبرة في مجالات ريادة الأعمال، والأدب، والسياحة، والفن الرقمي لتمكنهم من مواءمة الثقافة العمانية وتراثها بالصناعة الإبداعية الحديثة، ويتوقع من المشاركين بعد كل ورشة تدريبية العمل على نشاط عملي محدد لاجتياز البرنامج بنجاح، حيث يُناقش ويُقيم مُعدّ الورشة كل نشاط على حدة مع المشاركين في جلسة نقاشية عقب الورشة التدريبية. وسينطلق البرنامج يوم 1 نوفمبر وينتهي 30 ديسمبر 2021م، ويستهدف هذا البرنامج التدريبي الشباب العُماني بين سن ١٨ إلى ٣٥ سنة من ذوي المواهب الفنية والرقمية (تصميم، تصوير، رسم، الخ).
كما أوضحت سمية الوهيبية أن هذا البرنامج يستند على ركائز عدة كالرحلات الميدانية (وهي رحلات تُنظم لزيارة جهات معنية بتبني التراث الثقافي في الاقتصاد واحتواء الصناعة الإبداعية بما يخدم القطاع، ويتلقى فيها المشاركون المعارف الأساسية التي تمكنهم من التعرف على السُبل والأدوات المستخدمة في الصناعة الإبداعية، وعلى سبيل المثال وليس الحصر: ستال جالري، لجنة اليونسكو في السلطنة، الصندوق العُماني للتكنولوجيا)، والأنشطة العملية وهي مخرجات البرنامج، حيث يقوم المشاركون بعد كل رحلة ميدانية بتنفيذ نشاط أو مشروع مُصغّر يُجسد مخرجات الرحلة، ونقلها من المعرفة النظرية إلى التطبيق العملي. وأخيرا بودكاست حواري يصاحب البرنامج عن تقاطع الصناعات الإبداعية بالتراث الثقافي.
