بمشاركة 7 دول
ختام ندوة تداعيات جائحة كورونا والواقع الرياضي الجديد
اختتمت ظهر اليوم (الثلاثاء) ندوة تداعيات جائحة كورونا والواقع الرياضي الجديد التي أقيمت عبر الاتصال المرئي (زووم)، نفذتها السلطنة ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب وبالتنسيق مع الأمانة العامة بمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب خلال الفترة 27 – 28 سبتمبر الجاري، وبمشاركة 7 دول وهي الكويت وجيبوتي واليمن والبحرين ومصر وفلسطين والدولة المستضيفة سلطنة عمان.
وانطلقت الندوة بكلمة افتتاحية ألقاها خليفة بن سيف العيسائي مدير عام الأنشطة الرياضية، كما ألقى الوزير المفوض فيصل علي غسال مدير إدارة الشباب والرياضة مسؤول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب كلمة الأمانة. وتناولت الندوة 4 أوراق عمل قدمها كل من الدكتور عبدالرحيم الدروشي والدكتور علي اليعربي والدكتور ماجد البوصافي ومحمد العامري مدير عام مساعد الأنشطة الرياضية بالوزارة.
التداعيات الاقتصادية
وقد بدأت أولى أوراق العمل بالتداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا قدمها الدكتور عبدالرحيم الدروشي، قال فيها: إن جائحة كورونا والتدابير المتبعة لمواجهتها تسببت بمتاعب اقتصادية كبيرة لعدد هائل من القطاعات، وأن هناك بعض القطاعات التي استفادت أو انتعشت خلال الجائحة. وتناول الدروشي القطاع الرياضي خلال الجائحة، حيث توسعت التأجيلات أو الإلغاءات المتعلقة بالوباء لاحقا؛ لتتوتر الرياضات المنظمة على جميع المستويات في جميع البلدان تقريبا، إذ تؤكد الدراسات أن نوع التأثير يختلف حسب نوعية الرياضة. وهناك مؤشرات تؤكد أن المعاناة والخسائر التي تكبدتها الرياضات الجماعية أكبر. وقارن الدروشي الأوضاع العالمية بالعالم العربي، حيث وبالمقارنة بمستوى الاحترافية في المجال الرياضي في العالم العربي؛ فإن مقدار الضرر الاقتصادي الواقع على الرياضة العربية يعتبر منخفضًا، كما يقدر تأثير جائحة كوفيد 19 السلبية اقتصاديا على القطاع الرياضي في العالم العربي بأنها تراوحت بين 20 إلى 25 % من المساهمة الفعلية للقطاع، كما أن أكبر خسارة من الممكن أن تتعرض لها بطولات الأندية هي خسارة حقوق البث التلفزيوني، وأن عدم حضور المشجعين لمشاهدة المباريات في الملاعب تعد ثاني أكبر الخسائر الاقتصادية التي تسببت بها الجائحة على القطاع الرياضي.
الآثار النفسية والاجتماعية
وقدم الدكتور علي اليعربي ورقة عمل حول آليات معالجة الآثار النفسية والاجتماعية للاعبي المستوى العالي الناتجة عن الجائحة، حيث يعّرف في البداية علم النفس الرياضي على أنه العلم الذي يهتم بدراسة سلوك الإنسان في الرياضة والأنشطة البدنية (التمارين الرياضية) والتطبيقات العملية للمعرفة الناتجة من هذه الدراسات، وهو العلم الذي يهتم بتطبيق مبادئ علم النفس في المجالات الرياضية المختلفة. وتناول اليعربي في ورقته في البعد الأول عن تأثير العمليات (العوامل) النفسية على السلوك والأداء الرياضي، وكيف يؤثر القلق على لاعب كرة السلة أثناء تنفيذ الرمية الحرة، وكيف يؤثر التعزيز والعقاب من قبل المدرب في التحام وتماسك الفريق، أما البعد الثاني فكان عن تأثير المشاركة في الأنشطة الرياضية على السلوك والعمليات والصحة النفسية وكيف يساعد الجري والهرولة على تقليل مستوى القلق والاكتئاب.
كما تطرق الدكتور علي اليعربي إلى صعوبات تطبيق علم النفس الرياضي كعدم أو نقص المعرفة بعلم النفس الرياضي، والذي يعرف بكيفية التدريب على المهارات النفسية (الذهنية)، (كأن يكتفي المدرب بتوجيه اللاعب بالتركيز على الأداء فقط بدون التدريب على مهارة تركيز الانتباه) والمهارات النفسية المناسبة (الألعاب الفردية والجماعية– قوة ونوع الاحتكاك (المباشر أو غير مباشر)– الإصابات).
الممارسات الناجحة
وقد ألقى الدكتور ماجد البوصافي ورقة عمل بعنوان (أفضل الممارسات الناجحة في القطاع الرياضي للتعامل مع الآثار الناجمة عن جائحة كورونا)، تطرق فيها إلى تأثير وباء كورونا على تنظيم الأحداث الرياضية، وأفضل الممارسات في إعداد اللاعبين، وكذلك أفضل الممارسات في تنظيم الأحداث الرياضية، وأفضل الممارسات في دروس التربية الرياضية، وأفضل الممارسات لصالات التدريبات الرياضية “الجيم”، ومراحل العودة الآمنة بعد الإصابة بكورونا، والعودة والتدرج في الحمل التدريبي. وتطرق الدكتور ماجد البوصافي إلى نماذج من البطولات الرياضية التي ألغيت أو تأجلت بسبب وباء كورونا: كتأجيل أولمبياد طوكيو 2020، وتأجيل دورة الألعاب البارالمبية، وتأجيل كأس الأمم الأوربية (يورو 2020) وتأجلت كذلك (كوبا أميركا 2020). وتوقفت المنافسات في عدة دول، وتأجلت بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات، وكذلك ألغيت اللقاءات الأولى بالدوري الماسي لألعاب القوى وغيرها من البطولات التي تأجلت أو ألغيت، كما ظهر خلال تلك الفترة بطولات رياضية ”عن بعد“ كأسس جديدة فرضتها جائحة ”كورونا“، كبطولات الشطرنج وبطولات الألعاب الإلكترونية.
مبادرات المؤسسات الرياضية
وقدم محمد بن أحمد العامري مدير عام مساعد بالمديرية العامة للأنشطة الرياضية ورقة عن جهود ومبادرات المؤسسات الرياضية العربية في تعزيز النشاط البدني أثناء الجائحة والتي هدفت إلى الوقوف على أنواع الأضرار الواقعة على القطاع الرياضي على مستوى العالم والعالم العربي، وتسليط الضوء على أهم أوجه الضرر على واقع ممارسة النشاط البدني المعزز لصحة الفرد والمجتمع، والتعرف على جهود بعض المؤسسات الرياضية في الدول العربية للتخفيف من آثار تداعيات الجائحة.
وعرّف النشاط البدني على أنه كل حركة يقوم بها الجسم، وتؤديها العضلات، وتتطلب استهلاك الطاقة، بما في ذلك الأنشطة في أثناء العمل واللعب، وأداء المهام المنزلية، وممارسة الأنشطة الترفيهية، كما عرّف الخمول البدني بأنه حالة من فقدان الطاقة أو انخفاضها لأدنى مستوياتها لدى الفرد، ويصاحبها عادة الشعور بالكسل والتعب والإرهاق والإنهاك، وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة في القدرة على الانتباه والتركيز، كما يؤدي إلى صعوبة في إيجاد الحافز للقيام بالمهام والواجبات اليومية.
وتطرق العامري إلى مبادرات عربية للحؤول دون تأثر قطاع الرياضة والصحة البدنية مستقبلا كاعتماد خطط تشغيلية للمنشآت الرياضية وفقا للإرشادت الصحية المتبعة من قبل وزارات الصحة والجهات المعنية، والنظر في إعفاء الأندية والمراكز الرياضية والأكاديميات من الضرائب وتكاليف الكهرباء والمياه وإيجار العقارات، وأيضا حث البنوك على تقديم قروض ميسرة للأندية والمراكز الخاصة، ووضع خطط مدروسة لتشجيع الشركات والمؤسسات الخاصة في الاستثمار في قطاع الرياضة والصحة البدنية، وإقرار قوانين ضريبية لدفع المؤسسات الاقتصادية المحلية نحو دعم تطوير القطاع الرياضي، وكذلك إشهار صناديق حكومية لدعم قطاع الرياضة والصحة البدنية إيرادها من المؤسسات والشركات الحكومية والخاصة، ودعوة المؤسسات الرياضية وكليات التربية البدنية إلى عقد مؤتمرات وندوات علمية تخصصية باستخدام التقنيات الحديثة وعن بعد؛ للمساهمة في طرح الحلول والخروج من الأزمات المختلفة، وأيضا تصميم وابتكار التطبيقات الإلكترونية في الهواتف الذكية لتقديم الخدمات والبدائل المساعدة في ممارسة النشاط البدني المنزلي والمعلومات الرياضية العلمية اللازمة، وأيضا دعوة وزارات التربية والتعليم إلى تضمين الأنشطة البدنية المختلفة والبديلة في المناهج الرياضية للطلبة والطالبات.