“مكتبة أدم العامة”.. منبع للعلم.

3000 كتاب للاستعارة أو الاطلاع، وملتقيات ومحاضرات في شتى المعارف

سلطان المحروقي: المكتبة تسعى إلى أن تكون منارة علم وفكر ومركز معرفي لأبناء ولاية أدم من خلال ما توفره من خدمات وأوعية معلومات.

 

تعد المكتبات مصدرا مهما من مصادر تشكيل ثقافة المجتمعات وتكوين وصقل شخصيات أفرادها. فالمكتبة تضم الكثير من فنون العلم والمعرفة في شتى العلوم والمجالات الأدبية والعلمية والتاريخية والجغرافية وسير التراجم والموسوعات وغيرها من العلوم والفنون، ويبقى للمكتبات محبيها وروادها الذين يعشقون الكتب وقراءتها ويتزودون من ثرواتها في شتى العلوم والمعارف، ويكفي هذه الأمة أن أول آية نزلت من القرآن الكريم في قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) ولذلك جاء الاهتمام بإنشاء المكتبات والمراكز الثقافية وإقامة الملتقيات والمعارض للكتاب، ووضع البرامج والمناشط والفعاليات المختلفة لتشجيع القراءة والاهتمام بها.

وفي ولاية أدم بمحافظة الداخلية تم إنشاء مكتبة أهلية بمسمى “مكتبة أدم العامة” والتي تم إشهارها في 21 من سبتمبر من العام المنصرم تحت إشراف من وزارة الثقافة والرياضة والشباب.

وللتعرف على المكتبة وتفاصيلها التقينا بالشيخ سلطان بن محمد بن سلطان المحروقي رئيس مجلس إدارة المكتبة، الذي تحدث بقوله: “إن مكتبة أدم العامة تقوم بتقديم خدماتها للمثقفين والقراء من أهالي الولاية وخارجها من خدمات الاستعارة والاطلاع وتقديم الدورات والملتقيات والمحاضرات واللقاءات والمجالس القرائية والبرامج المتنوعة المختلفة بالإضافة إلى الاهتمام بالناشئة وطلبة المدارس”.

أهداف ورؤية المكتبة

وحول أهداف المكتبة ورؤيتها أوضح المحروقي بأنها تقوم بتقديم الخدمات للطلبة والباحثين في دراساتهم وأبحاثهم وبناء الصلات والعلاقات فيما بينهم، والإسهام في تربية النشء على البحث والاطلاع والقراءة الواعية وغرس قيم الانتماء والمواطنة لدى الشباب وتحصينهم من الأفكار الهدامة، بالإضافة إلى صقل وتنمية مواهب الشباب والناشئة الثقافية والفنية ونشر الوعي العلمي والفني من خلال تقديم المعلومات العامة والمعارف للراغبين بما تضمه من كتب ومراجع، وكذلك دعم الجهود المبذولة في نشر وتوزيع الثقافة في البلاد وتشجيع التعليم من خلال الاستفادة من مصادر المكتبة العامة، أما رؤية المكتبة فإنها تسعى إلى أن تكون منارة علم وفكر ومركز معرفي لأبناء ولاية أدم من خلال ما توفره من خدمات وأوعية معلومات.

الصعوبات التي تواجه المكتبات

وحول الصعوبات التي تواجه المكتبات لمرتاديها، أشار المحروقي إلى أن الأجهزة العلمية والهواتف شغلت الناس عن الكتاب، وقال: “إن عالم الكتاب الورقي بدأ يأفل في ظل الثورة التكنولوجية، والدليل أن العديد من أشهر الصحف والدوريات العالمية والمجلات والملاحق الورقية أغلقت مطابعها واتجهت إلى الإصدار الإلكتروني، وكذلك العزوف عن القراءة بشكل طبيعي فعالم المثقفين والقراء لم يعد كما كان سابقا، فالجيل الحالي شغل نفسه بمتابعة القنوات الترفيهية والتسلية كالمباريات والألعاب الإلكترونية والتي لها أضرارا كبيرة لا تخفى على القارئ الكريم، وصارت المستشفيات تعالج آثار هذه البرامج الضارة والمميتة في بعض الأحيان، بالإضافة إلى ضعف التبرعات المادية والمردود المادي للمكتبات، فالمكتبات ليست لها القدرة المادية لشراء الأجهزة الحديثة المفيدة للجيل الحالي لعمل مختبرات الحواسيب والشاشات الذكية. راجيا المحروقي أن يكون هناك دعم من القطاع الخاص كشركات الاتصالات لتوفير الشبكات العنكبوتية المجانية للمكتبات الأهلية لتساعد مرتاديها على البحث عن المعارف والمعلومات وخصوصا لجذب طلبة المدارس والجامعات والباحثين، ومن الصعوبات أيضا مسافات أماكن المكتبات عن الطلبة وخاصة الذين ليست لديهم وسائل التنقل للوصول إليها للاستفادة من المكتبة ومرفقاتها”.

احتياجات المكتبات الأهلية

وتطرق المحروقي إلى احتياجات المكتبات الأهلية والتي تمثلت في المباني الحديثة والإنشاءات المثالية والتي تضم القاعات الكبيرة وتوفير أجهزة الحواسيب والشاشات الذكية والتأثيث المناسب وتوافر شبكات الإنترنت السريع بالإضافة إلى توفير الدعم المادي من قبل وزارة الثقافة والرياضة والشباب وكذلك تعيين موظفين براتب شهري للاستمرار في المكتبة بشكل منتظم وهذه كلها تساعد على إقبال القراء والباحثين في كل وقت للمكتبة.

نظرة مستقبلية للمكتبة

وبين المحروقي الطموح والنظرة المستقبلية أن المكتبة والقائمين عليها ينظرون دائما للوصول لأكبر شريحة من أبناء المجتمع للاستفادة منها وكذلك انتشال الشباب من بين عالم الإلكترونيات المضر إلى العالم المكتبي التقليدي والذكي ليكون له دور في إنشاء مجتمع واعٍ من المثقفين والمؤلفين والقراء، حتى ينشأ جيل قادر على تحمل المسؤولية تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه لأنه في ظل هذا العالم الغامض والعالم المفتوح فإن الأجيال المقبلة في خطر عظيم فيجب أن يكون لهذه المكتبات والمراكز الثقافية دور في تحصين الأبناء من خطر زحف الجيوش الإلكترونية وأفكارها الغريبة وفيروساتها الضارة التي تهدم المجتمعات وتخرب عقول الشباب وتهدم الدين وهذا ما نشاهده واقعا في المجتمعات المسلمة الآن من إلحاد وهجوم على الشباب والفتيات بتغيير مفاهيمهم وتشتيت فكرهم فلزم أن تساهم هذه المكتبات في تحصين الأبناء ضد هذه الأفكار السامة والمدمرة وتنظر المكتبة مستقبليا إلى تحسين دورها من مكتبة تقليدية إلى مركز أبحاث علمي شامل به قاعات علمية للابتكار وإقامة المؤتمرات العلمية التي تستقطب العلماء والمفكرين والمؤلفين من مختلف دول العالم.

فعاليات وبرامج المكتبة

وتطرق المحروقي إلى فعاليات وبرامج المكتبة موضحا أن المكتبة تنظم العديد من الفعاليات المختلفة مثل: المسابقات الثقافية الإلكترونية ومسابقات القرآن الكريم الرمضانية بالإضافة إلى تنظيم مجلس القراء الذي ينظم تقريبا جلسة كل شهر لقراءة وتحليل ونقد كتاب معين يحضر فيه ثلة من المهتمين بالقراءة، فمن أمثلة الكتب التي تمت مناقشتها كتاب “لهذا كله ستنقرض أمريكا” للمؤلف الغ بلاتونوف، وكتاب “حدثتني مكة” للدكتور سالم البوسعيدي، ورواية “الرايات السوداء” لنجيب الكيلاني، وكتاب “مذكرات أميرة عربية” للسيدة سالمة بنت السيد سعيد بن سلطان.

كما تنوعت البرامج من المحاضرات والدورات التعليمية ومن المحاضرات محاضرة علمية بعنوان “الفيزياء والفلك”، محاضرة علمية بعنوان “الكسوف الحلقي للشمس” والدورات التعليمية بالإضافة إلى دورات في الحاسوب واللغة الإنجليزية وغيرها، كما تضم المكتبة عددا من القاعات المختلفة في الاستخدام منها المكتب الإداري وقاعة المكتبة ومجلس القراء ومكتبة الطفل وقاعات متعددة الاستخدام كمرسم وقاعات دراسية للدورات المختلفة.

مشيرا المحروقي إلى أن المكتبة ما تزال في بداية نشأتها وبما أنها تفتقد للمنشآت المناسبة أو التهيئة لاحتواء العدد الكبير من الكتب والموسوعات حيث تضم المكتبة بين رفوفها حاليا أكثر من ثلاثة آلاف كتاب ما بين مجلدات وموسوعات ومؤلفات متنوعة في شتى العلوم والمعارف.