نظمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب اليوم حفل افتتاح معرض /111/ للفنون التشكيلية وحفل تدشين كتاب “المنجز التشكيلي العماني المعاصر” لمؤلفه الفنان حسين عبيد، وذلك بقاعة سبلة روزنه بمحافظة مسقط، تحت رعاية سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة.
يأتي معرض /111 / للفنون التشكيلية إكمالا للمعارض الحاضرة في العقود الماضية كونها نافذة أسهمت عبر نظمها الفنية والجمالية في تأسيس أركان الحراك التشكيلي العُماني المعاصر.
واستُهل الحفل بعرض مرئي عن الحدث المتزامن مع احتفالات سلطنة عُمان بذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد، تبعه جولة في أروقة المعرض والاطلاع على التجارب المعروضة.
وتضمن المعرض /90/ عملاً فنيًا لـ /25/ فنانًا من جيل مؤسسي الحركة التشكيلية العُمانية من مختلف الاتّجاهات والمدارس الفنية المتعددة، وهم: أنور سونيا، ومحمد الصائغ، ومريم الزدجالية، وحسين عبيد، وحسين الحجري، وسعود الحنيني، وحسن مير، وعبدالله الحنيني، وخميس الحنيني، وعبدالناصر الصائغ، ومحمد فاضل، ومحمد مهدي، وإدريس الهوتي، وسعيد العلوي، وعالية الفارسية، وعبدالكريم الميمني، ونائلة المعمرية، وحفصة التميمية، وعبدالرحيم الهوتي، وسامية الغريبية، وجمعة الحارثي، وسامي السيابي، هذا بالإضافة إلى تجارب الفنانين الراحلين: أيوب ملنج، ومحمد نظام، وموسى عمر .
وتم خلال الحفل تدشين كتاب “المنجز التشكيلي العماني المعاصر” لمؤلفه الفنان والباحث حسين عبيد ، ثم توقيع أول نسخة من الكتاب.
وقال سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة: يأتي المعرض تزامناً مع احتفالات سلطنة عُمان بذكرى تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحكم في البلاد، وتتويجًا لما جسدته مسيرة الفن التشكيلي خلال العقود الماضية من خلال جيل المؤسسين الذين أسهموا في وضع اللبنات الأولى للفن التشكيلي العماني، وتأكيدًا على مكانة الفن التشكيلي بكافة أشكاله وتوجهاته في سلطنة عمان.
وأضاف: نحتفي بهذا التواجد الذي طالما سعينا لأن يكون متاحًا على أرض الواقع، وما شهدناه هو استمرار لمسيرة الأجيال السابقة وتقاطعها مع الأجيال الحديثة، وحضور هذا العدد من جيل المؤسسين والأجيال الأخرى تحت مظلة فنية واحدة هو تكوين حقيقي لمفردات الفكر الفني ليكون موجودًا على أرض واقعية تفاخر بها الأطياف الثقافية والفنية حاضرًا ومستقبلاً.
وأشار سعادته إلى أن تدشين كتاب المنجز التشكيلي العماني المعاصر وما تضمنه عبر فصوله السبعة من معلومات تاريخية وفنية وجمالية مهمة هو ترسيخ للقيم الفنية والثقافية، وبيان للحقل الحضاري والمعرفي لسلطنة عمان كما أنه يوثق للأجيال القادمة مسيرة التطور الذي تشهده حقول الفن التشكيلي لدينا.
من جانبه قال إبراهيم بن سيف بني عرابة المدير العام المساعد للمديرية العامة للفنون: يعد معرض /111/ للفنون التشكيلية من أهم المعارض الفنية التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الثقافية من خلال محور الإبداع والتطوير وتعزيز الهوية الثقافية لرعاية الموهوبين في المجال الثقافي، ومحور الهوية الثقافية في نشر الوعي والمعرفة بالهوية الثقافية العمانية محليا وخارجيا، ومحور التواصل الثقافي في تبادل الخبرات على الصعيد الداخلي والخارجي.
وأضاف بأن تدشين كتاب المنجز التشكيلي العماني المعاصر لمؤلفة الفنان والباحث حسين عبيد يعد مرجعا علميا مهما وتوثيقا لمسيرة الفن التشكيلي العماني، وهذه من أهم الخطوات التي تسعى الوزارة لإبرازها في المشهد التشكيلي على الصعيد المحلي والدولي.
وأفادت ديانا بنت عبد المجيد الزدجالية مديرة دائرة الفنون البصرية، بأن المعرض يعد حدثًا فنيًا متميزًا يجسد واقع الحركة التشكيلية العمانية، كما أنه يمثل ضمن فضاءاته محفلاً لتلاقي الأجيال الفنية العمانية، حاملاً بين جنباته رؤية ومستقبل الفن التشكيلي العماني المعاصر.
وفي السياق ذاته وضح الفنان التشكيلي حسين عبيد المنسق العام للمعرض ومؤلف كتاب “المنجز التشكيلي العماني المعاصر” بأن تنظيم المعرض يجسد المعرض واقع الحركة التشكيلية العمانية ويضم في فضاءاته محفلاً لتلاقي الأجيال الفنية العمانية، حاملاً بين جنباته رؤية ومستقبل الفن التشكيلي العماني المعاصر.
وأضاف بأن الكتاب يتضمن معلوماتٍ تاريخية قيّمة، ويوثق صفحات مهمة من تاريخ الحركة التشكيلية العُمانية، ويتكون من 600 صفحة، ومقسمة إلى مجلدين وبعدد سبعة فصول، حيث جاء الفصل الأول بعنوان مدخل تاريخي وثقافي يحتوي على محورين: الأول “سلطنة عُمان… الأرض والحضارة”، والثاني “التراث الثقافي العُماني”.
وخُصص للفصل الثاني عنوان “أثر التحوّلات الفنية على وعي المجتمع العُماني”. واشتمل على محورين: المحور الأول “الاستشراق ودوافعه الفنية”، والثاني “مظاهر الاستشراق الفني في سلطنة عمان”، وعُني الفصل الثالث بـ “الأبعاد التأسيسية للمنجز التشكيلي العماني المعاصر”، وتضمَّن الفصل الرابع المعنون بـ “مصادر الرؤية والتوجهات الفنية” توظيف التراث الحضاري العُماني في الإنتاج الفني، والفن الإسلامي والعربي، والبيئة الطبيعية والاجتماعية في التشكيل العُماني.
أما الفصل الخامس فقد حمل عنوان “الحداثة وما بعد الحداثة: دراسة في المسارات والتوجهات الفنية العُمانية”، واشتمل الفصل السادس على عنوان “أزمة النقد الفني”، واقتصر الفصل السابع المعنون بـ “هوية الزمان والمكان” على قراءات لتجارب مختارة من التشكيل العُماني المُعاصر، المنتمية للعقود الثلاثة المتتالية (السبعينات والثمانينات والتسعينات).
وبين الفنان التشكيلي محمد الصائغ أن الأعمال الفنية النخبوية استطاعت المشاركة في المعرض بكل تنوعاتها ومساراتها وأجيالها أن ترسم ضمن فضاءاتها اللونية والخطية، وتبرز بوضوح ملامح الواقع الإبداعي في سلطنة عمان، وهذه خطوة إيجابية نعوّل منها بث الروح في هذا الحراك الفني، مضيفًا أن تدشين كتاب (المنجز التشكيلي العماني المعاصر) في هذه المرحلة الزمنية يعزز مسيرة الفن في سلطنة عمان ومراحل تطوره، وبخطوات انتقالية تؤسس مسيرته.
الجدير بالذكر أن المعرض يستمر حتى السادس عشر من يناير الجاري في قاعة سبلة روزنه بمرتفعات المطار.