يعتبر فن البرعة واحدًا من الفنون التقليدية التي تعكس هوية وثقافة الشعب العماني، ويعزز الانتماء الوطني لدى السكان المحليين وخاصة في محافظة ظفار جنوب سلطنة عمان، ويمارسها السكان في مختلف البيئات في المحافظة.
ويعتمد فن البرعة على مهارات وحركات مبتكرة ودقيقة تُنفّذ بسرعة وإتقان تؤدى بمشاركة اثنين من الرجال يحملون خناجرهم في أيديهم اليمنى معتمدين على أساليب متنوعة بطريقة جمالية ومتناغمة. تشمل الحركات تحريك الخناجر في الهواء والدوران بها حول أصابع المؤديين بطرق مذهلة تُظهر مهاراتهم. ويتفاعل المؤديون مع الجمهور أثناء العرض، حيث يشمل ذلك رفع وخفض الخناجر وتغيير الحركات بناءً على تفاعل الجمهور ليخلق تجربة ممتعة وشيقة للحضور.
يتم عرض البرعة عادة في الميادين الخارجية في المناسبات الإجتماعية والوطنية والدينية، والعديد من المهرجانات الثقافية والتراثية لإبراز القوة، والشجاعة، والكرم والضيافة. بالإضافة الى ما تبرزه من مهارات مختلفة للممارسين. حيث يجلس المؤدين على أطراف أصابعهم أمام الفرقة ويلتقطون الخناجر، وعند دق الطبل يقفان ويمسك كل مؤدي بخنجره ليبدأ بالأداء. ويمسك كل مؤد بمقبض الخنجر في يده اليمنى، ويكون نصل الخنجر في اتجاه الجمهور، حفاظا على سلامة المؤدي، ويرفع الخنجر وينزلها في اتجاه الكتف الأيمن حسب حركة صعود القدم عن الأرض ونزولها، بينما تمسك أصابع اليد اليسرى بوسط (الدشداشة) مع لفها، حتى يصبح زي المؤدي متناسقًا وأنيقًا، للحفاظ على المظهر الحسن.
إلى جانب العروض المهارية، تستخدم في البرعة العديد من الآلات الموسيقية الايقاعية والهوائية التي تسهم في تعزيز أجواء فن البرعة وتعكس التراث العماني،كالناي والكاسر والرحماني والمرواس والدف بالإضافة الى الآلات الوترية مثل العود. تضيف هذه الآلات الطابع التقليدي والثقافي للأداء وتجعله أكثر تأثيرًا وجمالاً.
سجل فن البرعة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لدى منظمة اليونسكو في عام 2010م، كعنصر منفرد لسلطنة عمان.
جميع الحقوق محفوظة لدى وزارة الثقافة و الرياضة و الشباب© 2025 م