ندوة “الموسوعة العُمانية للناشئة” تبحث الفرص في استثمارها معرفيًا وتقنيًا واقتصاديًا

 انطلقت اليوم أعمال ندوة “فرص الاستثمار في الموسوعة العُمانية للناشئة” التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب ممثلة بدائرة الموسوعة العُمانية، وتهدف إلى التعريف بالموسوعة العُمانية للناشئة والترويج لها، وتسليط الضوء على أهميتها في التنشئة التربوية وغرس الهوية الوطنية والثقافية لدى الطفل العُماني، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهم الفرص المتاحة في استثمار الموسوعة معرفيًا وتقنيًا واقتصاديًا، وتستمر يومين.

رعى حفل افتتاح أعمال الندوة سعادة محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام، وبحضور سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة.

وقالت فاطمة بنت خليفة الحوسنية مديرة دائرة الموسوعة العُمانية إن الموسوعةُ العُمانيةُ للناشئةِ هي أول مشروعٍ ثقافي ينبثقُ من الموسوعةِ العُمانيةِ الأم، كأحدِ أهمِ المشاريعِ الثقافيةِ التي أصدرتها الوزارة كونها منجزًا علميًا مهمًا وفريدًا يُوثقُ كل ما يخص سلطنةَ عُمانَ مرورًا بتاريخها العريقِ وثقافتها المتميزةِ وموروثها الحضاري الأصيل. وأضافت أن هذه الندوة تُعقد لأول مرة وتهدف إلى التعريف بالموسوعة العُمانية للناشئة والترويج لها، وإبراز القيم الفنية والجمالية للموسوعة، كما أنها ستتضمن أوراقًا وتجارب علميةً في عددٍ من الجوانب التربوية والثقافية والإعلامية، والاقتصادية، والفنية والتقنية، كما ستعرض تجارب عملية في الاستثمار المعرفي للموسوعات، بالإضافة إلى الحديث عن طرق الاستثمارِ المعرفي وكيفيةِ الاستفادةِ من تجاربِ بعض الدولِ في هذا المجال، وآلياتِ الاستثمارِ في المشاريعِ الثقافيةِ في ظلِ عصرِ المعلوماتِ والمتغيراتِ المتسارعةِ التي يشهدها العالم.

 وناقشت الندوة اليوم في جلستها الأولى في الجانب الثقافي والإعلامي ورقة بعنوان (دور وسائل الاتصال في تعزيز الوعي بالثقافة المحلية والمقومات الوطنية والكنوز المعرفية في الموسوعة العمانية للناشئة) قدمها الدكتور عبيد بن سعيد الشقصي وأكد فيها على أن الدراسات المتعلقة بدور وسائل الاتصال في تعزيز الوعي بالثقافة المحلية ونقل التراث المادي والمعنوي عبر الأجيال لها أهمية كبيرة في ظل سطوة المنتج الثقافي غير المحلي، إضافة إلى دورها في تعزيز الوعي المجتمعي بالثقافة الوطنية والموروث المادي والمعنوي الذي تزخر به سلطنة عُمان، كما تطرق إلى تجارب ونماذج دول ومجتمعات أخرى كونها تعد رافدًا فكريًا للمكتبة المحلية والعربية، إلى جانب التعرف على الفرص والتحديات التي تعترض فاعلية وسائل الاتصال في تعزيز وعي النشء والشباب بالتراث المادي والمعنوي والثقافة الوطنية.

وناقشت الجلسة في المجال التربوي ورقتي عمل: الأولى بعنوان (مستوى تضمين مهارات القرن الـ ٢١ في الموسوعة العُمانية للناشئة في سلطنة عُمان وتوظيفها في عملية التعليم) قدمتها الدكتورة فاطمة بنت راشد العليانية، وتطرقت فيها إلى ضرورة تضمين مهارات القرن الـ21 في الموسوعات العُمانية القادمة وخاصة تلك التي تُعنى بالناشئة، وأهمية تواصل وزارة الثقافة والرياضة والشَّباب مع المعنيين والقائمين على المناهج العمانية لتضمين المعارف المتضمنة في الموسوعة ودمجها في المناهج الدراسية، بالإضافة إلى التأكيد على نشر ثقافة الموسوعة بين طلبة المدارس بطرق ابتكارية لا تخلو من التكنولوجية الرقمية وإعداد حملات توعوية تعريفية بالموسوعة.

 وجاءت الورقة الثانية بعنوان (توظيف الحكايات الشعبية المتضمنة في الموسوعة العُمانية للناشئة في مادة اللغة العربية لطلاب الصف الرابع الأساسي) قدمها الدكتور سالم بن عبدالله البلوشي الذي أكد على أهمية الحكايات الشعبية لما تتضمنه من قيم ومبادئ، ومدى إمكانية توظيف بعض هذه الحكايات في مناهج اللغة العربية في الصفوف الأولى من التعليم الأساسي التي يمكن أن تُعين المتعلم على ترسيخ بعض جوانب الهوية والانتماء لهذا الوطن وكون القصة والحكاية من الوسائل التعليمية التي تُشجع المتعلمين على سهولة التعلم وإدراك المعنى.

كما تم على هامش الندوة افتتاح معرض للموسوعة العُمانية للناشئة، تضمن لوحات تتحدث عن مراحل إنشاء الموسوعة من اختيار عناوين النصوص وتلخيصها وإعادة صياغتها وتوفير البيانات النصية ومراحل التدقيق العلمي واللغوي والتصميم والإخراج النهائي وتحويل النصوص إلى صور وخرائط ورسومات بيانية لتجذب الفئة المستهدفة، بالإضافة إلى لوحات تتحدث عن مجلدات الموسوعة الستة، وهي: “أعلام من عُمان” الذي يحتوي على ١٨٨ مدخلًا في الحكم والسياسة والأدب واللغة والفقه وغيرها، ومجلد “عُمان التاريخ والحاضر” الذي يتناول التاريخ والقانون والتشريعات وغيرها، ومجلد “الأرض العُمانية” وما يهتم بالكون ونشأة الأرض والمناخ والظواهر الطبيعية وغيرها، ومجلد “المملكة الحيوانية” و”المملكة النباتية” الذي يضم ٢٠٤ مدخل حول المحاصيل والأشجار وغيرها، ومجلد “التراث الثقافي” الذي يضم العادات والتقاليد والمأكولات الشعبية والأزياء العُمانية والألعاب والحكايات والقصص والفنون والآلات وغيرها الكثير.