الحِداء هو تقليد شفهي توارثته الأجيال منذ زمن بعيد كانت ممارسته مرتبطة بالسير مع القوافل أثناء الرحلات الصحراوية، أما في الوقت الحالي، فيقوم الراعي بتوجيه وتهدئة قطيع الإبل باستخدام الأصوات والإيماءات والأدوات الشفهية أثناء الرعي.
تتميز الإبل بتفاعلها العاطفي مع راعيها، الذين يقوم برعايتها والاعتناء بها. وفي المجتمعات التي تعتمد على تربية الإبل، يهتم أصحابها بتدريبها باستخدام أصوات خاصة يصدرونها بصوت الراعي أو ما يعرف بـ “الهوبلة”.
وقد يستخدم الرعاة أدوات إضافية لزيادة تأثير هذه الأصوات، مثل العصا للتلويح وجذب انتباه الإبل، واللبيد لإصدار أصوات تجذبها. تتطلب هذه العمليات تدريبًا دقيقًا للإبل لتعلم استجابة الأصوات والتفاعل معها في مناسبات مختلفة خلال اليوم، مثل تجمعها في الصباح وحول نقاط شرب الماء وأثناء التجمع للراحة في المساء.
وفي سلطنة عُمان، يُمارس الحِداء في المخيمات الدائمة لتربية الإبل المسماة “العزب” وتشير إلى المخيمات التي تملكها مجموعات من العائلات والقبائل في جميع المحافظات. وتشارك مختلف الجهات في تنظيم سباقات الهجن بالتعاون مع الجمعيات الأخرى في الإشراف على تربية الإبل والسباقات. ولتعيد سلطنة عمان أمجاد الإبل ودورها الفعال في نشر الثقافة والعلوم والمعرفة، تقيم مختلف المبادرات منها قافلة «حداء الصحراء» في رمال الشرقية والتي تمثلت في قافلة من الإبل يصحبها أربعة رحالة عمانيين يجوبون صحراء رمال الشرقية للالتقاء بالسياح الأجانب العاشقين لرمال وصحراء عمان لتعريفهم بمقومات عمان وتاريخها وتراثها، واستمرت القافلة مدة 4 أيام لتقطع أكثر من 100 كيلومتر.
تمكّنت سلطنة عُمان من إدراج هذا العنصر في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 2022 كملف عربي مشترك مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
جميع الحقوق محفوظة لدى وزارة الثقافة و الرياضة و الشباب© 2025 م