طبق الهريس

 

يعتبر الهريس من الأكلات الشعبية الواسعة الانتشار في  مختلف محافظات سلطنة عمان ، وتشتهر محافظة البريمي بزراعة القمح الذي يدخل في صناعة الهريس، الأمر الذي جعل سنبلة القمح شعاراً لولاية محضة، إحدى ولاياتها، كما تنتشر أكلة الهريس في محافظات جنوب وشمال الباطنة والشرقية ومحافظة مسقط والوسطى والداخلية، وظفار.

تستخدم في إعداد أكلة الهريس مكونات عدة، من أهمها: حبوب القمح، واللحم، والسمن العربي، كما تستخدم أدوات خاصة مثل: الآنية الفخارية والنحاسية لطهي الهريس (الخرس) و (الملاس) لإزالة الشوائب، و (المضراب) لخلط اللحم بالحبوب، و (المسف) لتنقية الحبوب من الشوائب.

وارتبط الهريس بالكثير من العادات والتقاليد لاسيما ما يتعلق منها بالتعاون في مجال إعدادها والدعوة لتناولها، ومشاركة العديد من الأشخاص في تناولها من صحن واحد، والطرق المتعارف عليها في هذا الشأن. ويُعد طبق الهريس من الوجبات التي تزين الموائد الرمضانية في سلطنة عمان و المطاعم الشعبية، وفي الأعراس والمناسبات الدينية والوطنية، والمهرجانات والفعاليات الثقافية والتراثية.

كما ترتبط أكلة الهريس بالكثير من الأقوال والأمثال الشعبية من بينها: في سلطنة عُمان: “من الهريس نبغي الصحن”، أي يهمنا من الأمر شيء محدد، وكذلك مثل “ناس في الهريس، وناس في المريس” بمعنى الاشتغال في أشياء مختلفة.

وباعتبار أكلة الهريس أكلة شعبية يتناولها أفراد المجتمع من مختلف الأعمار ومن الجنسين ومختلف المستويات الاقتصادية، وحرصاً على استمرارية عنصر الهريس توجه المزارعين للتوسع في زراعة القمح الذي يشكل المادة الرئيسيّة في إعداد أكلة الهريس، وتم تعزيز دور الأسرة- وبخاصة النساء- في نقل الخبرات المتعلقة بالهريس من خلال التعليم المباشر للأجيال الحالية، وتشجيع الشباب العماني على فتح المطاعم الشعبية التي تقدم وجبة الهريس. كما يتم الترويج للهريس في المهرجانات والفعاليات التراثية التي تنظم داخل وخارج سلطنة عمان من خلال إقامة المسابقات، وبيع الهريس. وتقدم وسائل الإعلام المرئية برامج خاصة لتعليم فن إعداد أكلة الهريس، من خلال قناة عُمان الثقافية