اختتم مساء أمس الأول ملتقى المبادرات الشبابية الخليجي والذي نفذته وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع الهيئة العامة للشباب بدولةالكويت، بمشاركة شباب من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، وذلك عبر الاتصال المرئي خلال الفترة 10-12 أغسطس الجاري.
وهدف الملتقى الخليجي إلى التعرف على بعض تجارب دول مجلس التعاون الخليجي في مجال المبادرات الشبابية، وإيجاد قنوات مشتركة للتعاون الخليجي في مجال المبادرات الشبابية ، ومن بين أهداف الملتقى أيضا تدريب المبادرين الشباب على الأسس العلمية في تخطيط وتنفيذ المبادرات الشبابية، وأيضا اقتراح مبادرات شبابية خليجية للعمل على تنفيذها من قبل الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي.
وقد استعرض الملتقى تجارب افضل المبادرات الشبابية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وساعد الشباب من خلال ورش التدريب على تحويل أفكارهم التنموية إلى مبادرات ذات أثر إيجابي في مجتمعهم؛ تخطيطًا وإدارة وتنفيذًا لمبادرات شبابية يتنافسون على إعدادها ليتم تنفيذها من خلال الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، ومن ثم بناء وثيقة أخلاقيات عمل المبادرات الشبابية الخليجية.
وتعدّ المبادرات الشبابية هي الدافع الأساسي في استمرار عطاء الشباب في مختلف دول العالم، وهي من المشاريع الريادية التي تساهم في تنمية وتطوير المجتمع في شتى المجالات.
تنفيذا لقرارات أصحاب السمو والمعالي
أكد سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب بأن هذا الملتقى يأتي تنفيذا لقرارات الاجتماع الرابع والثلاثين لأصحاب السمو و المعالي والسعادة وزراء الشباب و الرياضة بدول مجلس التعاون الخليجي، ويعتبر تنفيذ هذا الملتقى إمتدادا للعمل السابق في دعم و تنظيم المبادرات الشبابية لما لها من دور فاعل في تعزيز مهارات الشباب و أثر كبير في خدمةالمجتمع، جاء ذلك في افتتاح الملتقى والدي أقيم تحت رعايته، وأضاف الرواس بأن الملتقى يتضمن استعراض مبادرات شبابية ناجحة و تدريب للشباب المبادرين على تصميم المبادرات النوعية و اقتراح مبادرات مشتركة و إعداد ميثاق أخلاقي للمبادرات الشبابية، و نرجوا أن يستفيد الشباب المشاركين من أعمال الملتقى و تطوير مهاراتهم في تخطيط وتنفيذ المبادرات التطوعية.
وقدم سعادة باسل الرواس شكره لدولة الكويت الشقيقة على مشاركتها الفاعلة وتعاونها المثمر في التخطيط و التنفيذ لهذا الملتقى، وشكر الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي لمساهمتها في تذليل الصعاب لتنفيذ هذا الملتقى.
مقترح الميثاق الأخلاقي الخليجي
وقد خرج الملتقى بمقترح الميثاق الأخلاقي الخليجي للمبادرات الشبابية الذي من المتوقع أن يحسن عمل المبادرات الشبابية ويساعد في التنظيم المهني، وأيضا ينمي ويطور السلوكيات المرتبطة بنمو ونماء الشباب في المبادرات الشبابية مع أنفسهم وبينهم وبين بعضهم، ومن المتوقع أيضا أن لا يحمل المقترح التزاما قانونيا بل طوعيا من الشباب العاملين في المبادرات التطوعية، حيث سيتم رفع الميثاق إلى الأمانة العامة بدول مجلس التعاون وذلك لعرضها على اجتماع أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الشباب والرياضة بدول المجلس.
مبادرات جميلة وشيقة
وقد أبدت فاطمة آل علي من وفد دولة الامارات العربية المتحدة عن سعادتها وايجابيتها بالملتقى الخليجي؛ معتبرة اياه رائعا واستطاعت أن توسع معارفها مع المشاركين الطموحين والشغوفين، وتعلمت أيضا من المبادرات التي استعرضت في الملتقى. وأضافت آل علي أن جميع المبادرات التي استعرضتها الدول المشاركة كانت جميلة و شيقة وتنوعت مجالاتها بما تخدم المجتمعات الخليجية، أما عن المبادرة التي قدمها الوفد الاماراتي فكانت مبادرة (بُرء) من وجهة نظري كانت من اجمل المبادرات و اكثرها شمولية و جاهزة للتنفيذ، تتحدث هذه المبادرة عن الصحة وتقديم حملات توعية و أنشطة متميزة و تصحيح الممارسات الغذائية الخاطئة و إقامة أنشطة رياضية و مشاركة المجتمع بإيجاد و تمكين التطبيقات الإلكترونية حول التغذية الصحية و تنظيم حملات لتوعية الشباب عن أهمية الصحة النفسية و المساهمة في تحسين الصحة النفسية بالاشتراك بالأعمال التطوعية كزيارة الأيتام و رعاية كبار السنة و مساعدة ذوي الإعاقة، وعن مستقبل المبادرات أشارت فاطمة آل علي أن مستقبل المبادرات بين الشباب سيكون مستقبلا مثمرا بإذن الله تعالى و مجتمع واعي و صحي قادر على مواجهة الصعوبات والتحديات التي قد تحدث بين فترة وأخرى.
أثر كبير في مسيرة المبادرات
أما محمد بن فهد الهديفي الرئيس التنفيذي لمبادرة معاً من أجل قطر و رئيس الوفد القطري بالملتقى فقد قال : “أحسست من اللحظه الأولى لطرح فكرة الملتقى إنه سيترك اثرا كبيرا في مسيرة العمل الشبابي الخليجي المشترك و مسيرة مبادرات الدول المشاركة، و كان ذلك بالفعل حاضرا طيلة الأيام الثلاثة للملتقى”.
وأضاف الهديفي بما أن واقع الشباب في غالب دول الخليج قد لا يساعد المبادرات إلى حد كبير من التوسع و جني ثمار عملها بشكل مطلوب، ولكن المبادرات التي شاركت في الملتقى حطمت هذا المفهوم عن الواقع الشبابي، وكانت مبادرات أقرب إلى المؤسسات في عملها و نظامها، وقد أشاد الهديفي وأثنى على مبادرة البالون الازرق التي عرضها الوفد السعودي، وعن مبادرة الوفد القطري أوضح رئيس الوفد القطري أن الوفد قدم مبادرة معاً من أجل قطر و التي تساهم في تجهيز الشباب القطري من الناحيه الأكاديمية و الاجتماعية و الثقافية لأجل رؤية قطر 2030 من عدة مشاريع و برامج ثقافية و إكاديمية و إبداعيه لتصبح المبادرة في 2020 المبادرة الشبابي الأكثر إنتاجية، وأضاف الهديفي أن الشباب العربي و الخليجي أصبح اليوم أكثر وعيا من ذي قبل بالمهام و المسؤوليات التي من واجبه أن يقوم بها من أجل وطنه و مجتمعه، و مع التحديات القادمة لبلداننا الخليجية و العربية أرى أن الشباب سيشرعون لإطلاق مبادرات أكثر و ذات فعاليه أكبر ليساهموا جنباً بجنب مع أوطانهم لاجتياز تلك التحديات بنجاح.
ملتقى مثري جدا
أحمد بن حمد البلوشي عضو نادي الصم بمحافظة البريمي ضمن وفد السلطنة المشارك في الملتقى أكد بأن الملتقى الشبابي كان مثري جداً، اطلعنا من خلاله على مبادرات شبابية من دول مجلس التعاون الخليجي، وكسبنا فيه معرفة طاقات شبابية هائلة، وأضاف البلوشي أن معظم المبادرات التي استعرضت في الملتقى إن لم يكن جميعها كانت مبادرات قوية ومتنوعة وتخدم شرائح مختلفة في مختلف المجتمعات والدول المشاركة في الملتقى، وأضاف البلوشي الذي كان من ضمن مجموعة مبادرة بُرء وهي هي مبادرة تُعنى بتحسين الصحة النفسية والبدنية للشباب من خلال تبني نمط حياة صحي ونظام غذائي متوازن. يساعدهم من خلالها على مواجهة التحديات والظروف الصعبة في الحياة ومن أجل مجتمع صحي ينعم شبابه بالسعادة والرفاه، وأضاف البلوشي أن المبادرة تسعى إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية منها التشجيع على تبني نمط حياة غذائي وصحي، وتوعية الشباب عن أهمية الصحة النفسية، وكذلك زيادة الوعي بخطورة الأمراض المزمنة وارتباطها بالتغذية. وتلتزم المبادرة بترسيخ مجموعة من القيم منها : الجودة والاحترافية والإبداع والنزاهة والتنوع، وأشار أحمد البلوشي إلى أن الشباب هم الوقود الحيوي لأي مجتمع وضرورة توظيف هذه الطاقة لخدمة أهداف نبيلة ولسد حاجات في المجتمع مطلب وطني. لذلك فإن المبادرات الشبابية ستحظى بدعم واعتماد من جميع القطاعات في الدول خاصة وأن الحكومات بدأت تدرك أهمية توظيف قدرات الشباب لتحقيق رؤيتها الوطنية
فكرة جديدة بنمط مختلف
من جهته أوضح رواف القحطاني المسؤول الاعلامي للوفد السعودي بأن الملتقى أتى بفكرة جديدة و بمنظور مختلف متمينا بأن يقام مثل هذه الملتقيات باستمرار ما بين فترة وفترة لتقوية العلاقات بين الشباب مشيرا أنه من أفضل الملتقيات إدارةً وتنظيماً، وعن مستوى المبادرات التي استعرضت في الملتقى فقد أكد القحطاني أن الشباب والشابات يملكون إمكانيات وقدرات تمكنهم من اقتراح وتنفيذ مبادرات تحقق تنمية شاملة ومستدامة للمجتمع، ويساهمون مع بلدانهم في معالجة ما يستجد من مشكلات أو ظواهر فردية وجماعية للشباب وسنرى النور في هذا المجال قريباً. إما عند المبادرة التي قدمها وفد المملكة العربي السعودية فقد أوضح القحطاني بأنها مبادرة الوعي الصحي والنفسي لدى شباب المجتمع العربي، وأن الفريق أخذ على عاتقه مهمة توفير مبادرات مجتمعية وتنموية نوعية لمجاراة تحديات العصر، والتي عكست فيها مبدأ الصحة أولاً في مواجهة ظروف الحياة، مما يساهم في تحقيق المزيد من الإسناد المعنوي والنفسي والمجتمعي، وأضاف رواف القحطاني بأن تشجيع وتأهيل المبادرات والمشاريع الشبابية الإيجابية سوف تساهم في تحقيق الأهداف العامة، وذلك ضمن واجباتهم والتي سيكون لها دور ايجابي في تطوير مؤسسات الدول بلا شك، كما أن تنفيذ المشاريع المتعلقة بالرعاية الشبابية وتناول القضايا المعنية بالقطاع الشبابي سيحقق نتائج كبيرة في التنمية الشاملة.
المبادرات الثرية
في حين أشارت أميرة البناي من مملكة البحرين عن إعجابها بإنشاء وتنظيم مثل هذه المبادرات الثريّة، مضيفة بأن الملتقى كان عند حسن الظن وكان ملتقى تبادل خبرات وثقافات على مستوى كبير من الوعي والإبداع، وأضافت أميرة لقدوجدتُ طاقة حماسة شيّقة تنبثق من المشاركين من الزملاء والزميلات، وهذا ما بيّنته المبادرات لي، والتي كانت رائعة جدًا رغم أن العمل عليها كان محدودًا بيوم ونصف اليوم تقريبًا، إلّا أن ذلك لم يثنها أن تكون بمستوى قويٍّ يشق طريقه نحو ضرورة تنفيذ مثل هذه المبادرات والعمل على تطويرها، حيث إنها من وجهة نظري تحقق أهداف التنمية المستدامة بشكل مباشر، كما أنها تلقي الضوء على أهم المشكلات التي تؤرقنا، فهي ستحد من انتشارها. وتابعت أميرة البناي أشجّع على المزيد من أمثال هذه المبادرات، والتي تجعل للشباب منبرًا عموده الثقة وفتح مسافة الإبداع لهم، حيث إنها بمثابة نقلة نوعيَّة كبيرة بسبب قوة الفكرة والاعتماد على فئة الشباب وصوتهم لعرض الحلول وتنفيذها، وبهذه البوابات يكون للشباب مساحته وصوته وفكره وإبداعه الذين سيستثمر عبر مثل هذه المبادرات.
جميع المبادرات قوية
من جانبه لم يخف ضياء علامات من المملكة الأردنية الهاشمية إعجابه بالملتقى، واصفا إياه بأنه ملتقى فخم ورائع بكل المقاييس، مبديا تمنيه أن لو كانت مدة الملتقى أكبر مما كانت، مضيفا أنه جميع المبادرات التي قدمت بالملتقى كانت قوية، وأخص بذلك مبادرة الصيادلة، وأشار ضياء لقدقدمت بالملتقى مبادرة برُء و هي تعنى الشفاء ووالتعافي، وهي مبادرة متخصصة في زيادة الوعي الصحي والنفسي لدى شباب المجتمع العربي و مساعد لخلق مجتمع وقائي من الأمراض بأنواعها المختلفة، وذلك عن طريق تقديم حملات توعية و أنشطة متميزة و تصحيح الممارسات الغذائية الخاطئة، و إقامة أنشطة رياضية و مشاركة المجتمع لإيجاد و تمكين التطبيقات الإلكترونية حول التغذية الصحية و تنظيم حملات لتوعية الشباب عن أهمية الصحة النفسية و المساهمة في تحسين الصحة النفسية بالاشتراك بالأعمال التطوعية، مشيرا في الوقت ذاته أن تمكين الشباب ومبادراتهم البناءة بالمجتمع واستغلال طاقاتهم بشكل جيد يؤدي ذلك إلى أن مستقبل المبادرات بمأمن، وأنهم قادرين على تطويرها وتحديثها في مختلف جوانب الحياة والأزمات التي تمر عليهم.
مبادرات كبيرة ومتنوعة
أما علي المغاري رئيس جمعية الوئام لذوي الاحتياجات الخاصة المنسق الوطني للدفاع عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالهيئة الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة المغربية والمشارك في الملتقى؛ فقد أشار أن الملتقى جيد، وحمل في طياته العديد من المبادرات والتي تنوعت مجالاتها في مختلف الدول المشاركة، وكانت من أفضل وأضخم المبادرات، وعن المبادرات المقدمة فقد أشار المغيري أن المبادرات المقدمة تعتبر مبادراة ضخمة وبحاجة لتفاصيل أكثر ولكون مدة الملتقى قصيرة قد يكون إن المشاركين لم يستوعبوا كافة التفاصيل عن المبادرات التي استعرضت في الملتقى. وعن المبادرة التي قدمها الوفد المغربي فقد أوضح المغاري أن الوفد قدم مبادرة باسم الاندماج الإقتصادي للشباب ذوي إعاقة، والتي تعنى بالجانب الاقتصادي وكيف من الممكن أن ندمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الجانب الاقتصادي، وأشار المغاري أن المبادرات الشبابية لها مستقبل مهم، وملقى على عاتقها أثر اقتصادي واجتماعي على فئة عريضة من المجتمع، مضيفا أن ذلك الأثر قادم سواء كان على المدى القريب أو البعيد، وأن بالشباب تتقدم الأمم ،وأنه لابد أن يكون لهم دور كبير وايجابي في بناء الحضارات والمشاركة في رسم خارطة بلدانهم.